د. القحطاني: الهلال الأحمر القطري شريك استراتيجي لمؤسسات الدولة في مواجهة جائحة كوفيد-19
<img alt="" src="/ar/News/PublishingImages/2020/Jun/AR_News_MobileImage_ec363162-5d76-4ca2-a462-d491a0b12a1b.png" style="BORDER: px solid; ">

د. القحطاني: الهلال الأحمر القطري شريك استراتيجي لمؤسسات الدولة في مواجهة جائحة كوفيد-19

07/06/2020

بلغت دولة قطر مستويات غير مسبوقة من التنسيق وتكاتف الجهود في مواجهة أزمة جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تلاقت أيادي مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها الهلال الأحمر القطري، ليرسم الجميع صورة مشرِّفة من التعاون والتفاني في خدمة الوطن العزيز، والعمل على حماية كل من يعيش على أرضه من مخاطر الوباء. وعن هذه الجهود، يتحدث د. عبد السلام القحطاني عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري ورئيس لجنة إدارة أزمة كوفيد-19. بعد بضعة أشهر من بدء أزمة كوفيد-19، كيف ترى وضع القطاع الطبي بشكل عام ولجنة إدارة أزمة كوفيد-19 بشكل خاص خلال تلك الفترة؟ في البداية، أود أن أوضح أن الهلال الأحمر القطري هو شريك استراتيجي لوزارة الصحة العامة ومختلف القطاعات الحكومية، فنحن نؤمن دوماً أن المؤسسات المجتمعية والخدمية هي داعم رئيسي للقطاع الحكومي في أوقات الأزمات. وخلال الفترة الماضية، تجلى حجم التعاون بيننا وبين وزارة الصحة العامة ووزارة الداخلية ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة البلدية والبيئة، حيث سخرت جميع الأطراف كل ما لديها من جهد لمواجهة أزمة كوفيد-19. وفيما يتعلق بدور الهلال الأحمر القطري، فهو يدور حول عدة محاور: أولاً: كوادرنا الطبية الموجودة في مراكز العمال الصحية يعتبرون الخطوط الأمامية للتعامل مع فئة العمالة الوافدة، حيث يتولى الهلال الأحمر القطري إدارة وتشغيل 4 مراكز صحية في مسيمير وفريج عبد العزيز والحميلة وزكريت، كما يدير عيادتين لسحب العينات وفرز الحالات في فريج عبد العزيز والحميلة، وكل هذا طبعاً بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية. ومنذ بداية الأزمة، ساهم الهلال الأحمر القطري مع فريق التقصي التابع لوزارة الصحة العامة، حيث كانت كوادرنا من الأطباء والممرضين متواجدين معهم لإجراء المسح الطبي في مختلف مناطق الدولة. أيضاً قامت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر القطري بمساندة منظومة الإسعاف التابعة للدولة في بعض المناطق. أيضاً ذلك الدعم المتميز والمشكور الذي يقدمه المتطوعون في الفنادق ومراكز الحجر الصحي، والعمل المجتمعي لخدمة الفئات المحتاجة وتوزيع السلات الغذائية على المتضررين من الإغلاق، والانتشار في الجمعيات الاستهلاكية والأسواق المختلفة لتنظيم المتسوقين وضمان تطبيق التباعد الاجتماعي.   ويتولى الهلال الأحمر القطري حالياً إدارة وتشغيل مركز العزل والحجر الصحي في مكينس، حيث يضطلع بكل ما يخص المركز من أمور تنظيمية، مثل الإسكان والتغذية والنظافة والأمن، وترتيبات الدخول والخروج، وفصل الحالات الإيجابية عن الحالات المشتبه بها، وتدريب جميع العاملين على إجراءات السلامة والأمان. ونتمنى أن تكون كوادر الهلال الأحمر القطري عند حسن الظن، وأن تكلل كل هذه الجهود بالنجاح قريباً بإذن الله. تطلبت مواجهة أزمة كوفيد-19 تدخلات مختلفة عما يقدمه الهلال الأحمر القطري من خدمات طبية اعتيادية للعمالة الوافدة. ما هو دور الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع المؤسسات الصحية بالدولة؟ منذ بدء التفكير في إقامة مركز الحجر الصحي في مكينس، كانت ثقة وزارة الصحة العامة في قدرات وخبرات الهلال الأحمر القطري داعياً لها كي تسند إلينا مهمة إدارة وتشغيل هذه المنشأة الهامة. ونحن نشكر وزارة الصحة العامة على إعطائنا هذه الفرصة، وهي دليل على أننا نعمل كوحدة واحدة، في تعاون إيجابي يحقق أهداف كلا الطرفين ويلبي احتياجات المجتمع، ولا تزال كوادر الهلال الأحمر القطري تبذل قصارى جهدها لدعم ومساندة القطاع الصحي للدولة. كيف تقيمون عمل للجنة إدارة أزمة كوفيد-19 في الوقت الحالي؟ هل هو دور إداري أم تنفيذي أم تنسيقي؟ فور بدء أزمة كوفيد-19، أصدر مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري قراراً بتشكيل لجنة للتعامل معها، وتضم اللجنة مجموعة من المدراء والقيادات بالمؤسسة، وبدأت منذ اليوم الأول تنفيذ خطة تشمل التدريب أولاً ثم التعامل الإعلامي والتثقيفي، وثالثاً التعاون مع الجهات المختلفة، ورابعاً التجهيز والاستعداد وتأهيل الكوادر الموجودة، وخامساً تجهيز مراكزنا الصحية بالتعاون مع الوزارة واتباع السياسات والإرشادات الخاصة بالوقاية، وأخيراً إدارة الحجر الصحي. واللجنة تجتمع بصورة أسبوعية لمتابعة المستجدات التنفيذية، بالإضافة إلى اختصاصها بالأمور الاستراتيجية في نفس الوقت. قامت شركة إبسوس العالمية مؤخراً بإجراء تقييم شمل 9 مؤسسات منخرطة في جهود مكافحة أزمة كوفيد-19، وجاء اختيار الهلال الأحمر القطري كأكثر المؤسسات تأثيراً في هذا الجانب. ما الذي يعنيه هذا الإنجاز بالنسبة لكم؟ هذا شيء طيب يدل على أننا في الهلال الأحمر القطري ملتزمون بالتوجهات العامة والمساندة والدعم لما فيه مصلحة المرضى والمجتمع في نفس الوقت، وأننا شريك يعتمد عليه ويوثق فيه لأداء المهام التي تناط به. هذا على الجانب الفردي كمؤسسة. ولكن ماذا عن الجانب الجماعي كقطاع خيري ومجتمعي؟ في بداية الأزمة، بادر كثير من رجال الأعمال تطوعاً إلى دعم الهلال الأحمر القطري ومساندته، كما حرصت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية على تعزيز التعاون بين مختلف الجمعيات الخيرية والإنسانية لمواجهة أزمة كوفيد-19. وأنا أثنِّي على هذا التعاون، الذي أتمنى أن يستمر دائماً وأن نظل يداً واحدة أمام أي أزمات تمر علينا، فقد أثبتت هذه الأزمة مدى التلاحم والتعاون بين الجمعيات من أجل هدف واحد ومصلحة واحدة تحمي الجميع. فالشكر كل الشكر للمتبرعين والجمعيات الخيرية المختلفة على هذا الدعم والمساندة. ما هي المصاعب التي تواجهكم؟ وكيف تعملون على حلها؟ المصاعب موجودة، إذ لا يخلو أي عمل من المصاعب. ولكني أبشر الجميع أننا استطعنا بمجهود الشباب الموجودين وبالتعاون القائم بين الوزارات والمؤسسات المختلفة أن نتغلب على هذه الصعاب، والحمد لله الأمور تسير بشكل طيب. ننتقل إلى استراتيجيتكم للفترة المقبلة. هل تتوقعون لهذه الأزمة أن يطول أمدها؟ وكيف ستتعاملون مع الوضع الراهن؟ نحن مستمرون بعون الله، وأتمنى من الإخوة المتطوعين والمتطوعات الاستمرار فيما يقدمونه، لأنه عمل خير في ميزان حسناتهم. وقد عهدنا دائماً من متطوعينا الصبر والالتزام والمثابرة، فالتطوع عطاء من الشخص دون مقابل، وهو أجمل وأثرى عطاء في العالم. أما بالنسبة لكوادرنا من الموظفين والإداريين، فنحن إن شاء الله مستعدون ونضع في اعتبارنا خطة تتضمن مختلف السيناريوهات المحتملة، ونحن في كل ذلك نتبع طبعاً وزارة الصحة العامة وسياساتها. ولا يمكنني أن أجزم حالياً إذا كانت هذه الأزمة ستطول أم ستنتهي سريعاً، فهذا يعتمد على ما ستؤول إليه الأمور من انتشار أو انحسار للمرض. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يخلصنا من هذا الوباء. عادةً ما يعمل الهلال الأحمر من خلال 3 قطاعات رئيسية هي الخدمات الطبية والإغاثة والتطوع. هذه المرة نرى نوعاً من التكامل في التعاطي مع هذه الأزمة. فكيف ترون هذا التكامل بشكل عام؟ وهل هناك خط واحد يجمع بين جميع قطاعات الهلال الأحمر القطري عند مواجهة الكوارث؟ التكامل موجود من خلال لجنة إدارة أزمة كوفيد-19، حيث تناسقت الجهود بين مختلف الإدارات والقطاعات، مما أدى إلى نجاح كنا نتوقعه والحمد لله. ولا ننس أن هذه الأزمة كانت جديدة على الجميع، وما انطوت عليه من تحديات تحدث للمرة الأولى، وقد تعلمنا الكثير من هذه الأزمة، خاصةً وأنها ليست أزمة بسيطة، لأن المريض فيها يكون معدياً، وهو التخوف الأكبر للجميع. ولكن مع ذلك، فأنا أرى تكاملاً بين الكوادر الطبية والمتطوعين من خريجي مخيم إدارة الكوارث، علاوة على الدور التثقيفي الهام من خلال الإدارة الإعلامية بالهلال الأحمر القطري، والتي تمكنت من إحداث تناغم وتناسق ممتاز مع لجنة إدارة أزمة كوفيد-19 ووزارة الصحة العامة، وأنتجت مواد تثقيفية رائعة بلغات وأشكال مختلفة، وأثرت منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمقروء بالرسائل التوعوية التي تصب في اتجاه محاربة فيروس كوفيد-19. كلمة أخيرة تود أن توجهها، فماذا تقول فيها؟ أولاً أشكر كل من دعم الهلال الأحمر القطري وسانده في هذه الأزمة، وأشكر جميع منتسبي ومتطوعي الهلال الأحمر القطري من موظفين وإداريين وكوادر طبية على العمل الذي يقومون به، وأتمنى منهم الاستمرار. وأقول لهم: وفقكم الله، وأنتم أهل لها. ونحن مستمرون بإذن الله، فهذا واجبنا الذي لا بد أن نقوم به، وأعتقد أن الكل جاهز ومستعد لمواصلة بذل الجهد. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنا هذا الوباء في أقرب وقت.