الأمين العام للهلال الأحمر القطري يحاضر حول الحركة الإنسانية لطلاب الماجستير بجامعة حمد بن خليفة
<img alt="" src="/ar/News/PublishingImages/2020/Oct/AR_News_MobileImage_7a84550c-4708-4183-a8fa-9a4fe6f0d0ae.png" style="BORDER: px solid; ">

الأمين العام للهلال الأحمر القطري يحاضر حول الحركة الإنسانية لطلاب الماجستير بجامعة حمد بن خليفة

19/10/2020

السفير الحمادي: 30 مليون إنسان استفادوا من مشاريع وبرامج الهلال الأحمر القطري 1.3 مليار ريال قطري كلفة المشاريع والبرامج خلال 3 سنوات ألقى سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري محاضرة مساء أمس حول "مكونات الحركة الإنسانية الدولية" لطلاب الماجستير بجامعة حمد بن خليفة، ضمن البرنامج الأكاديمي المعتمد للعام الدراسي 2020-2021، تناول فيها العناصر المكونة للحركة الإنسانية الدولية، ونشأة وعمل الهلال الأحمر القطري، والدور الإنساني الكبير الذي يلعبه محلياً ودولياً. وأكد أن كلفة برامج ومشاريع الهلال الأحمر القطر الإنسانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغت 1.3 مليار ريال قطري، استفاد منها أكثر من 30 مليون إنسان حول العالم. استعرض السفير الحمادي في محاضرته تاريخ الحركة الإنسانية الدولية ونشأتها، والبيئة التي تعمل فيها لمساعدة المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والفقر، والمبادئ الحاكمة للعمل الإنساني وهي: الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية. وتطرق الحديث إلى تمويل العمل الإنساني، الذي لا يقتصر على الوسائل التقليدية في جمع التبرعات المادية والعينية من الأفراد والمؤسسات والمنظمات الدولية، بل يتعداها إلى العديد من الاتجاهات الحديثة مثل: التمويل المشترك، التمويل الثنائي، التمويل الخاص. وعدَّد الحمادي أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في العصر الحديث، وعلى رأسها الطبيعة المعقدة للأزمات الإنسانية من ناحية اتساع النطاق الجغرافي وطول الأمد، ومتغيرات السياسة الدولية مثل الحرب على الإرهاب والقيود على التحويلات المالية وعمليات نقل المساعدات الإغاثية، والمخاطر الميدانية التي تتعرض لها فرق الإغاثة، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، وتناقص مصادر التمويل في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية. وحول مفهوم عملية إعادة الإعمار ما بعد الحروب، أوضح الحمادي: "أي تدخل إغاثي يمر عادةً بثلاث مراحل أساسية. المرحلة الأولى هي الاستجابة الفورية للكارثة بإرسال فرق الإغاثة لتقييم الاحتياجات والبدء فوراً في توزيع المساعدات العاجلة للأشخاص الأشد تضرراً من الكارثة. والمرحلة الثانية هي مرحلة الانتعاش المبكر بالبدء في إصلاح الأضرار المباشرة المترتبة على الكارثة، مع مواصلة تقديم المساعدات للمزيد من المتضررين. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مرحلة التعافي على المدى البعيد، وفيها يتم وضع الخطط لمساعدة المجتمع المحلي على استعادة حياته الطبيعية، وإعادة بناء وتشغيل المرافق والبنية التحتية المتضررة". وأشار الحمادي إلى أهمية مفهوم التأهب والاستعداد، وعدم انتظار وقوع الكارثة من أجل التحرك، بل يتم العمل في أوقات السلم على تأهيل وتمكين المجتمع، وبناء قدرات مؤسساته المختلفة، وتدعيم مرافقه وبنيته التحتية حتى تكون قادرة على الصمود في وجه الكارثة وتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات. كما نوه إلى العديد من الأدلة الإرشادية والمرجعيات الدولية المعتمدة في مجال العمل الإنساني، مثل "معايير اسفير"، ودليل حقوق عمال الإغاثة في الميدان، واتفاقيات جنيف. وفيما يتعلق بمقترحات النهوض بالعمل الإنساني، عرض الحمادي بعضاً منها مثل: الالتزام القانوني والإنساني، التدريب ورفع الكفاءة، حشد الموارد المالية واللوجستية، استخدام التكنولوجيا الحديثة، الحوكمة والشفافية. وأفرد جزءاً كبيراً من المحاضرة للحديث عن مفهوم الدبلوماسية الإنسانية كمكمل للدبلوماسية التقليدية، ودورها في تفعيل دور العمل الإنساني وتجاوز معوقات السياسة والعلاقات الحكومية الدولية، وصولاً إلى الغاية الأسمى وهي إيصال المساعدات الإغاثية والتنموية إلى المستحقين لها في أي مكان. وفيما يتعلق بالهلال الأحمر القطري، تحدث السفير الحمادي عن نشأته، ونشاطاته في مجالات العمل الإغاثي والتنموي داخل قطر وخارجها، والشراكات الواسعة التي يتمتع بها محلياً وإقليمياً ودولياً. وعرض أبرز الإنجازات التي حققها الهلال الأحمر القطري في زمن الحصار، حيث بلغت ميزانية المساعدات الإنسانية التي دعم بها الهلال الأحمر القطري برامجه وتدخلاته الإنسانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية 1.3 مليار ريال قطري، استفاد منها أكثر من 30 مليون إنسان حول العالم. بعد ذلك، تحدث الأمين العام للهلال الأحمر القطري عن استجابة المؤسسة لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) كنموذج للنجاح، من خلال التعاون مع مختلف مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارات الصحة والداخلية والعمل والبلدية والبيئة، بإشراف اللجنة العليا لإدارة الأزمات. واستخلص العديد من النقاط المضيئة التي أسفرت عنها استجابة الهلال الأحمر القطري للجائحة، ومن أبرز هذه النقاط ما يلي: - تشكيل اللجان العليا لإدارة عملية الاستجابة للأزمة سهَّل كثيراً من إجراءات التنظيم والتخطيط والتنفيذ. - تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لدعم جهود الاستجابة للأزمة، مع توفير الموارد المالية واللوجستية اللازمة. - الاستعانة بالكفاءات المتميزة من الكوادر الطبية والتطوعية في دولة قطر، مما ساعد على رفع مستوى الاستجابة وإثبات الكفاءة والاحترافية في التعامل مع متطلبات الأزمة. - الخبرات السابقة لدى الهلال الأحمر القطري في التعامل مع العديد من الكوارث في بلدان أخرى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تشغيل المنشآت الطبية، إنشاء مراكز الإيواء الطارئ، توزيع المواد الغذائية وغير الغذائية، إلخ. - تقديم الدعم النفسي والمشاركة الفاعلة من قيادات الهلال الأحمر القطري في العمل بأنفسهم وتجسيد القدوة والمبادرة، مما شجع جميع الكوادر على التماسك وبذل كل الجهد في تنفيذ المهام المطلوبة منهم. - حققت حملة "تطوع معنا لأجل قطر" انتشاراً غير مسبوق فور الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث تهافت عدد كبير من المواطنين والمقيمين على التسجيل بهذه الحملة، التي تنبع من حس وطني أكد من جديد عمق التكافل والوقوف صفاً واحداً في وجه هذه المحنة. - التكامل بين مختلف قطاعات وإدارات الهلال الأحمر القطري من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة بخطط الاستجابة للأزمة. - التعاون والتنسيق التام بين الهلال الأحمر القطري والجهات الرسمية بالدولة، وعلى رأسها اللجنة العليا لإدارة الأزمات، ووزارة الصحة العامة، ووزارة الداخلية، ووزارة البلدية والبيئة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية. - حرص العديد من الجهات الداعمة على الوقوف إلى جانب الهلال الأحمر القطري، إيماناً منها بأهمية الدور الذي يقوم به في سبيل احتواء أزمة فيروس كورونا، حيث بلغ عددها 40 جهة من المؤسسات الخيرية وشركات القطاع الخاص والاتحادات الرياضية. - جسدت التدخلات الخارجية للهلال الأحمر القطري لمساعدة العديد من البلدان على مكافحة الوباء مكانته كمؤسسة إنسانية دولية وامتداداً لدور دولة قطر البارز في ساحة العمل الإنساني الدولي. وختم الحمادي المحاضرة بعرض عدد كبير من المراجع المقترحة كي يستفيد منها طلاب الماجستير لمزيد من الاطلاع والبحث، قبل أن يفتح الباب للأسئلة من جانب الطلاب المشاركين في المحاضرة، وقام سعادة السفير علي الحمادي بالإجابة عليها وتوضيح بعض النقاط التي يهم الطلاب معرفتها. أدار المحاضرة، التي قدمت عن بعد مراعاةً للإجراءات الاحترازية المعمول بها في الدولة، الدكتور مصطفى عثمان الأمين، الذي توجه بالشكر للسفير علي الحمادي على محاضرته القيِّمة، التي تسهم في تعريف طلاب الماجستير بالعمل الإنساني والهلال الأحمر القطري، ودوره في حماية الشعوب الضعيفة والمنكوبة بالنزاعات والكوارث الطبيعية، مما يثري معارفهم ويفتح أمامهم باب الاطلاع والبحث في هذا الموضوع الهام.