تمهيداً لإطلاق حملات إغاثية متعاقبة خلال فصل الشتاء وقع الهلال الأحمر القطري صباح اليوم مذكرة تفاهم إطارية مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من أجل التعاون في توفير مختلف أشكال الدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين، ضمن الأهداف والرؤية المشتركة لتعزيز الخدمات التي تقدمها الأونروا لفائدة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم. وقع الاتفاقية من جانب الهلال الأحمر القطري سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام، ومن جانب وكالة الأونروا سعادة السيد فيليب لازاريني المفوض العام. وقد حضر مراسم توقيع الاتفاقية من جانب الأونروا كلٌّ من السيد مارك لاسواوي رئيس علاقات المانحين، والسيدة تمارا الرفاعي المتحدثة الرسمية. ومن جانب الهلال الأحمر القطري، حضر كلٌّ من السيد فيصل محمد العمادي مدير قطاع الإغاثة والتنمية الدولية، والسيدة منى فاضل السليطي مدير قطاع التطوع والتنمية المحلية، والسيد يوسف محمد العوضي مدير إدارة تنمية الموارد. وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش توقيع الاتفاقية، قال الحمادي: "إن الهلال الأحمر القطري يدرك أهمية الدور الذي تضطلع به الأونروا في تلبية احتياجات أهل فلسطين، والتخفيف من الأعباء والصعوبات المعيشية التي يواجهونها، وخصوصاً في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتأثيراتها السلبية على حياة الناس وصحتهم ومصادر دخلهم". وتابع بقوله: "من هذا المنطلق، فإن توقيع هذه الاتفاقية يعكس حرصنا البالغ على دعم الأونروا، كي تستمر في تقديم خدماتها الحيوية للفلسطينيين، من خلال العمل على حشد الدعم من أهل قطر الكرام والجهات الدولية المانحة، لتنفيذ مشاريع وحملات إنسانية تساهم في رفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين، لا سيما خلال فصل الشتاء الحالي". ومن جانبه، توجه المفوض العام للأونروا بالشكر للهلال الأحمر القطري على حفاوة الاستقبال، كما وصف هذه الاتفاقية بـ "الهامة، حيث ستساعد الأونروا على مد يد العون للفلسطينيين خلال فصل الشتاء الخريف الحالي". وأضاف: "كما تعلمون، فإن هذا الوقت من العام يكون في غاية الصعوبة، وخاصةً في منطقة تعاني من اضطرابات اقتصادية ومالية وسياسية، ويضاف إلى كل ذلك جائحة كوفيد-19 التي تمس الجميع دون تفرقة. ولكن عندما يتعلق الأمر بتأثير الجائحة، فإن الفئات الأكثر ضعفاً تكون هي الفئات الأشد تضرراً، ومن بينهم اللاجئون الفلسطينيون بالطبع". واستطرد قائلاً: "اليوم، هناك ضرورة ملحة للوقوف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين، ومن هنا تأتي أهمية هذه الاتفاقية، فعلينا أن نضاعف جهودنا لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين. نحن في سباق مع الزمن، نظراً لتزايد الاعتماد على الأونروا، التي تواجه في المقابل مشكلات في توفير الموارد المالية، وفي ذات الوقت تتعرض الدول المانحة للأونروا لأزمات اقتصادية، مما يزيد من قيمة هذه الاتفاقية في ذلك التوقيت". وعقب المؤتمر الصحفي، عقد الجانبان اجتماعاً مغلقاً لمناقشة كيفية تنسيق العمل المشترك خلال المرحلة القادمة، كما تطرق الاجتماع إلى التعاون السابق بين الهلال الأحمر القطري ووكالة الأونروا، والذي تكلل باتفاقية الشراكة الجديدة. واتفق الجانبان على استمرار الزيارات، سواء لمقر الهلال الأحمر القطري بالدوحة أم لمكتبه التمثيلي في العاصمة الأردنية عمَّان، حيث يقع مقر الأونروا. وأشاد الوفد الزائر بروح التعاون من جانب الهلال الأحمر القطري، درايةً بأهمية الدور الذي تقوم به الأونروا وحرصاً على دعم الفلسطينيين، رغم التحديات العديدة القائمة والتي تؤثر سلباً على العمل الإنساني، ومنها تحديات إنسانية وإدارية ومالية في ظل الظروف الدولية الراهنة، مما يهدد بتوقف مدارس الأونروا التي يدرس بها حوالي نصف مليون طالب فلسطيني، وهو ما يستلزم تفعيل دور الدبلوماسية الإنسانية في دعم وكالة الأونروا للاستمرار في أداء مهمتها الإنسانية.