بتمويل كريم من إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعاً إنسانياً وصحياً جديداً لتوفير خدمات غسيل الكلى الطارئة في سوريا، بهدف دعم وضمان استمرارية الرعاية الطبية المنقذة لأرواح الآلاف من مرضى القصور الكلوي.
يتضمن المشروع تزويد 80 مستشفى ومركزاً متخصصاً في مختلف المناطق السورية بأكثر من 70,000 حزمة غسيل كلى، لخدمة 3,000 مريض بمعدل 3 جلسات أسبوعياً لكل مريض على مدار شهرين. وتتكون الحزمة الواحدة من محاليل غسيل كلى، ومحاليل طبية، وأنابيب نقل دم، وفلتر غسيل كلى، وإبر طبية، ومستلزمات تعقيم.
وتتولى فرق الهلال الأحمر القطري عمليات التوريد والتوزيع وفق آلية دقيقة تشمل ضمان الجودة بحسب المعايير المعتمدة من وزارة الصحة السورية، مع التنسيق الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري لتسهيل إيصال حزم غسيل الكلى إلى المستشفيات والمراكز المستهدفة، فيما تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم الفني من خلال تحديد الاحتياجات الفعلية والمواصفات التقنية للمستلزمات الطبية.
ولا يقتصر أثر المشروع على توفير المستلزمات الطبية فحسب، بل يمتد ليشمل خفض معدلات الوفيات والمضاعفات الصحية، ودعم استقرار الخدمات الصحية الأساسية، وتقليل الضغط على الموارد المحدودة المتاحة، إضافة إلى تعزيز ثقة المرضى بالمرافق الصحية الحكومية، وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل أسرهم من خلال تقديم هذه الخدمات مجاناً أو بأسعار مدعومة.
وفي هذا السياق، أوضح السيد/ مازن عبد الله، مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا: "يمثل هذا المشروع خطوة حيوية لضمان استمرار جلسات غسيل الكلى للمرضى في سوريا، حيث إن أي انقطاع في هذه الخدمة قد يعرض حياتهم للخطر المباشر. نحن في الهلال الأحمر القطري نعمل بتنسيق كامل مع شركائنا المحليين والدوليين لضمان وصول المستلزمات الطبية في الوقت المناسب إلى المستشفيات والمراكز المستهدفة. نتوجه بجزيل الشكر إلى إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية على تمويلها الكريم لهذا المشروع، الذي يعكس التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوري وتخفيف معاناته في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها".
ويأتي هذا التدخل في وقت تواجه فيه مرافق غسيل الكلى في سوريا أزمة متفاقمة، حيث تشير التقارير الصادرة عن لجنة العناية بالكلى في وزارة الصحة السورية إلى وجود نقص حاد في المستلزمات والأجهزة الطبية، مع وجود حاجة ماسة لتأمين نحو 63,000 جلسة غسيل كلى شهرياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، إلى جانب العجز في أكثر من 500 جهاز غسيل كلى، وضرورة استبدال 30 محطة معالجة مياه. وتضاعف هذه الظروف من معاناة المرضى وعائلاتهم، وتجعلهم في مواجهة خطر مباشر على حياتهم إذا انقطعت جلسات غسيل الكلى ولو لفترة وجيزة.
ويؤكد الهلال الأحمر القطري أن هذا المشروع هو جزء من التزامه الإنساني المستمر بدعم الشعب السوري في مواجهة التحديات الصحية والإنسانية، معبراً عن شكره وتقديره لإدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية على تمويلها الكريم، الذي سيسهم في إنقاذ حياة مئات المرضى وتخفيف معاناتهم.