مركز الحجر الصحي للعمال في مكينس: خلية نحل لا تهدأ
<img alt="" src="/ar/News/PublishingImages/2020/Jun/AR_News_MobileImage_5c50e173-6940-4d6f-8d38-9fef8f92e2d6.png" style="BORDER: px solid; ">

مركز الحجر الصحي للعمال في مكينس: خلية نحل لا تهدأ

21/06/2020

يديره الهلال الأحمر القطري بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة حقق الهلال الأحمر القطري نجاحاً فاق كل التوقعات في إدارة وتشغيل مركز الحجر الصحي للعمال في مكينس، والذي أسندت إليه وزارة الصحة العامة مهمة إدارته منذ بدء أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لثقتها في قدرات الهلال الأحمر القطري كشريك استراتيجي يُعتمد عليه في مواجهة الأزمة، وخبراته العريضة في مجال الاستجابة للكوارث وتقديم الخدمات الطبية وإدارة مراكز الإيواء الطارئ، بالإضافة إلى توليه إدارة 4 مراكز صحية في مختلف أنحاء الدولة، تقدم خدماتها للعمال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. فعلى مدار 24 ساعة يومياً، لا يتوقف العمل بداخل محجر مكينس الصحي من أجل استيعاب الحالات المحولة من مؤسسة حمد الطبية، وتوفير كل وسائل الرعاية والراحة طوال فترة إقامتها في الحجر الصحي، مع المتابعة الطبية الدائمة للحالات، وتقديم العناية الخاصة للحالات التي تعاني من أمراض مزمنة خطيرة، حيث يقدم الفريق الطبي خدمات الفحص والرعاية الصحية اللازمة لكافة الأمراض، مع توفير الأدوية المناسبة للحالات المرضية وفق أعلى المعايير الطبية، كما تتوافر سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر القطري لنقل المصابين بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية. وبمجرد الخطو عبر بوابة الدخول، لا يرى المرء سوى فرق وأفراد يعملون في دأب كخلية نحل لا تهدأ، فهذا طبيب يقوم بفحص المحولين وفصل الحالات المؤكدة عن الحالات المشتبه فيها، وذاك متطوع يقوم بتوزيع الوجبات الغذائية على النزلاء في موعدها، وهنا حارس أمن يراقب عمليات الدخول والخروج، وهناك سيارة نظافة تقوم بجمع القمامة من الصناديق الموزعة في جميع أنحاء محجر مكينس. كل هذا يتم بنظام تام، ويسير وفق آلية عمل محددة وُضعت بإحكام ويتم تحديثها باستمرار، لضمان التناغم بين عمل الفرق، وحل أي مشكلات قد تعترض أداءها لمهامها اليومية، ومواكبة التغيرات في أعداد النزلاء من يوم لآخر، وتلبية احتياجاتهم بصورة مرنة تراعي جميع الثقافات والمتطلبات. أولوية قصوى أكد د. عبد السلام القحطاني، عضو مجلس الإدارة والمدير العام لقطاع الشؤون الطبية بالهلال الأحمر القطري، أن المؤسسة تولي أولوية قصوى لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وبالأخص فيما يتعلق بتسخير كافة الإمكانيات والموارد الطبية لاحتواء هذا الوباء ودعم جهود مؤسسات الدولة في هذا الصدد. ونوه إلى مبادرة الهلال الأحمر القطري منذ بداية الأزمة إلى تشكيل لجنة إدارة أزمة كوفيد-19 برئاسته وعضوية 10 من كبار مسؤولي وممثلي القطاعات والإدارة التنفيذية بالهلال، من أجل متابعة مستجدات الأزمة على المستويين المحلي والعالمي، والتنسيق مع القطاعات والمؤسسات المعنية في الدولة، وإعداد خطط التدخل العاجل، وتشكيل فرق العمل واللجان الفرعية، حيث انبثقت عنها لجنة الاستجابة الطبية السريعة لمواجهة فيروس كوفيد-19، ولجنة متطوعي الهلال الأحمر القطري، ولجنة إدارة مركز الحجر الصحي في مكينس. وقال د. القحطاني في تصريحاته: "ضمن الجهود الرامية إلى مواجهة انتشار فيروس كوفيد-19، ونظراً للخبرات الطبية المتراكمة لدى الهلال الأحمر القطري في التعامل مع فئة العمال الذكور على مدار 10 سنوات من تشغيل مراكز العمال الصحية، فقد تم تكليف الهلال الأحمر القطري منذ أواخر شهر مارس الماضي بتشغيل مركز الحجر الصحي في مكينس، وكانت مهمته في البداية هي استقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كوفيد-19 وكذلك المخالطين لها، قبل أن يتحول في مرحلة لاحقة من مراحل الاستجابة إلى استقبال الحالات الإيجابية، كما ازدادت الطاقة الاستيعابية من 3,000 نزيل حتى وصلت في وقت من الأوقات إلى أكثر من 14,000 نزيل". مركز متكامل يشغل مركز الحجر الصحي في مكينس مساحة كبيرة، وهو مقسم إلى مربعات سكنية (بلوكات)، كل مربع سكني يتكون من عدة مبانٍ سكنية (فيلات). وبحسب ما أوضح السيد عبد الله القطان، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الطبية في الهلال الأحمر القطري والمشرف العام على محجر مكينس الصحي، فقد وصل عدد البلوكات قيد التشغيل إلى 10 بلوكات بإجمالي 1,348 فيلا، وهو جاهز بطاقته الاستيعابية الحالية لاستقبال أكثر من 20,800 شخص. وعن آلية العمل والخدمات المقدمة داخل المركز، قال القطان: "يقوم مركز الحجر الصحي في مكينس باستقبال الحالات الإيجابية من العمالة الوافدة في قطر، سواء المحولة إلينا من مؤسسة حمد الطبية، أم تلك التي يتم اكتشافها في مراكز الفحص المقامة داخل مراكز العمال الصحية التابعة للهلال الأحمر القطري. وقد بلغ عدد النزلاء الذين تمت استضافتهم في المحجر الصحي منذ افتتاحه حتى اليوم 27,649 نزيلاً، جميعهم تلقوا رعاية طبية ومعيشية على أعلى مستوى، حتى عودتهم بسلامة الله إلى منازلهم بعد التأكد من شفائهم". وتابع قائلاً: "لتقديم هذه الخدمات بأعلى معايير الكفاءة كما اعتدنا في الهلال الأحمر القطري، كان لا بد من حشد جميع كوادرنا في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى الاستعانة بعدد كبير من المتطوعين المدربين والمؤهلين في المجالات التي نحتاجها، والتعاقد مع بعض الشركات التي تقدم خدمات تخصصية ضرورية لتحقيق المهام المطلوبة داخل المحجر الصحي. وتم تقسيم العناصر البشرية المتاحة إلى فرق ولجان تغطي كافة جوانب المحجر وهي: النظافة، الأمن، التغذية، الخدمات اللوجستية، الصيانة. ويبلغ عدد العاملين في محجر مكينس الصحي حالياً 1,052 شخصاً، منهم 147 كادراً طبياً، و195 متطوعاً، و371 عامل نظافة، و266 حارس أمن". وأشار القطان إلى بعض التحديات التي واجهت فريق العمل في محجر مكينس الصحي، وخاصةً خلال شهر رمضان المعظم، حيث تزامن مع تحول المركز من استقبال الحالات المشتبه فيها إلى الحالات المؤكدة، بكل ما تطلبه ذلك من جهد مضنٍ لتنظيم عمليات الدخول والخروج، والحفاظ على التطبيق الصارم لكافة الإجراءات الوقائية المتبعة، والتأكد من تجهيز الغرف والمرافق بالشكل اللائق لاستقبال النزلاء الجدد، الذين كان يصل عددهم في بعض الأحيان إلى 2,000 نزيل جديد في اليوم الواحد. واستطرد بقوله: "ولكن رغم كل هذه الضغوط، أثبت الجميع أنهم أهل لهذه المهمة الجليلة في خدمة وطنهم، فقد تواجد الجميع على مدار الساعة داخل المحجر، وواصلت الفرق الليل بالنهار في عمل دؤوب، وسط متابعة وإشراف كاملين منا كإدارة لإعطاء التوجيه وتذليل كافة الصعاب. وبحمد الله، لدينا اليوم أكثر من 20,600 شخص عادوا إلى منازلهم سالمين، بعد أن قضوا 14 يوماً في العزل الصحي عاملناهم خلالها كإخوة لنا، فهم شركاء وضيوف في هذا الوطن، وواجبهم علينا أن نكرمهم بما تربينا عليه من قيم إسلامية وثقافة قطرية أصيلة". المؤسسات الداعمة أكد د. القحطاني على أهمية مختلف أشكال الدعم الذي تقدمه العديد من الجهات والمؤسسات الشريكة لمركز الحجر الصحي في مكينس، ومنها وزارتي البلدية والبيئة والداخلية، إلى جانب المؤسسات الخيرية الزميلة مثل قطر الخيرية وعفيف الخيرية، وكذلك الشركات الكبرى مثل أوريدو وفودافون وغيرها، موضحاً أن هناك 32 جهة داعمة للهلال الأحمر القطري من القطاعين الحكومي والخاص و4 جهات من المنظمات غير الربحية. وختم بقوله: "يتم التنسيق مع مختلف الجهات المعنية بمواجهة هذه الأزمة في الدولة، وأبرزها وزارة الصحة العامة، واللجنة العليا لإدارة الأزمات، ومركز القيادة الوطني، ومؤسسة حمد الطبية، ووزارة الداخلية، وغيرها".