المركز الاعلامي الهلال الأحمر القطري يبحث مع شركاء العمل الإنساني سبل تنظيم العلاقة بين المؤسسات الإنسانية والحكومات الوطنية
<img alt="" src="/ar/News/PublishingImages/2017/Feb/AR_News_MobileImage_0ccf4093-3961-4302-aceb-cce2410f42f0.png" style="BORDER: px solid; ">

الهلال الأحمر القطري يبحث مع شركاء العمل الإنساني سبل تنظيم العلاقة بين المؤسسات الإنسانية والحكومات الوطنية

26/02/2017

26 فبراير 2017 ― الدوحة: يعقد الهلال الأحمر القطري على مدار يومين ورشة عمل إقليمية في فندق ومنتجع شرق حول "الدور المساعد للجمعيات الوطنية في مجال العمل الإنساني: الفرص والتحديات"، وذلك بالتعاون مع هيئة تنظيم الأعمال الخيرية القطرية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. بمشاركة هيئة الأعمال الخيرية والاتحاد واللجنة الدوليين الحمادي: إننا نؤمن بمبادئ أساسية لا نحيد عنها ولا يجب علينا إلا الإيمان بها لأنها لبنة جوهرية تغذي روح الإنسانية العليبي: هذا المنبر يرسي الأسس لعلاقة متوازنة بين الجمعية الوطنية والسلطات الحكومية تقتضي تكامل الأدوار والمسؤوليات المحمود: نسعى لبناء بيئة حاضنة للمنظمات الإنسانية مهما كانت أهدافها وغاياتها لحمايتها والحفاظ عليها السحيباني: جاءت فكرة هذه الورشة العملية من قطر الخير ومن فضاء إبداعات الهلال الأحمر القطري 26 فبراير 2017 ― الدوحة: يعقد الهلال الأحمر القطري على مدار يومين ورشة عمل إقليمية في فندق ومنتجع شرق حول "الدور المساعد للجمعيات الوطنية في مجال العمل الإنساني: الفرص والتحديات"، وذلك بالتعاون مع هيئة تنظيم الأعمال الخيرية القطرية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. شهد المؤتمر مشاركة نخبة من كبار المسؤولين في الهلال الأحمر القطري وعلى رأسهم سعادة الدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس مجلس الإدارة، وسعادة السيد علي حسن الحمادي الأمين العام، وسعادة السيد يوسف أحمد الحمادي المدير التنفيذي، والدكتور فوزي أوصديق رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني، وعدد من مدراء الإدارات بالهلال الأحمر القطري. ويشارك في الورشة عدد من الخبراء والمعنيين بالعمل الإنساني على مستوى دولة قطر والمنطقة العربية والحركة الإنسانية الدولية، ومن بينهم السيد بدر عبد الرحمن المحمود مدير إدارة التراخيص بهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، والدكتور صالح السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والسيد يحيى عليبي رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية بمنطقة الخليج (الكويت)، والسيدة فاطمة جيلاني رئيس مجموعة دعم بلدان الخليج بالاتحاد الدولي. أيضا من أبرز المشاركين في الورشة السيد فرانز روتشنستن رئيس قسم التعاون والتنسيق داخل الحركة الإنسانية الدولية باللجنة الدولية، والسيد ستيفان هانكنز المستشار القانوني بالقسم، والسيد ديفيد فيشر مدير وحدة السياسة والدبلوماسية بالاتحاد الدولي، والدكتور فوزي الأمين أمين عام الهلال الأحمر البحريني، والدكتور يونس الخطيب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الفلسطيني، والدكتور مساعد العنيزي مدير إدارة الشباب والمتطوعين بالهلال الأحمر الكويتي، والدكتور معلى بن عليان الجابري مدير عام الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة المدينة المنورة، بالإضافة إلى ممثلين للهيئة العمانية للأعمال الخيرية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووزارة الصحة القطرية. الافتتاح في كلمته على هامش الافتتاح، رحب الأمين العام للهلال الأحمر القطري السيد علي الحمادي بالسادة الحضور ثم قال: "لقد ظلت الحركة الإنسانية الدولية منذ نشأتها عام 1863 تعمل من أجل الضعفاء وتسخر كل الإمكانيات المتاحة لمساعدة المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة أو الظروف الاقتصادية غير المواتية. ومع تزايد حجم وعدد الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم، فإن التحديات والتعقيدات التي تواجه العمل الإنساني قد تعاظمت هي الأخرى بشكل غير مسبوق. ومن أبرز تلك التحديات التي نركز عليها في ورشة العمل هذه عدم وضوح الرؤية بخصوص الدور المنوط بالجمعيات الوطنية من مساندة الدول في سياساتها وجهودها الإنسانية والاجتماعية، إذ لا يزال الكثيرون ينظرون إلى الجمعيات الوطنية بصفتها جزءا من مؤسسات الدولة الرسمية، أو أنها تنفذ أجندات سياسية خاصة بالحكومات والأنظمة المحلية، مما جعل العاملين في المجال الإغاثي عرضة لانتهاكات تهدد حريتهم وأرواحهم".   وتابع: "ومن نافلة القول أن هذه النظرة بعيدة تماما عن الواقع، فالجمعيات الوطنية هي مؤسسات إنسانية تعمل وفق مبادئ وقواعد أساسية هي موجهات للعمل الإنساني وضمان لاستقلاليته وبعده التام عن الصراعات أو التحيزات السياسية وتوجهه نحو الإنسان أينما كان. إننا نؤمن بمبادئ أساسية لا نحيد عنها ولا يجب علينا إلا الإيمان بها، لأنها لبنة جوهرية تغذي روح الإنسانية في أداء واجبات نعمل على تحقيقها منذ نشأة الحركة الإنسانية الدولية إلى يومنا هذا. فنحن جميعا نعمل كمساندين لحكوماتنا ولسنا أدوات سياسية لها، ولا ينبغي أن نكون طوعا لمآرب أو خطط منهجية تخدم أنظمة حكم لا تؤمن بمبادئ حركة الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولية". وأوضح الحمادي أن ورشة العمل هذه تنعقد من أجل تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة، من خلال الاستفادة من مداخلات وخبرات العديد من الخبراء والمعنيين بالعمل الإنساني لبيان حقيقة الدور المساند الذي تلتزم به الجمعيات الوطنية في عملها، واستعراض تجارب واقعية لبعض الجمعيات الوطنية في هذا المجال، ومحاولة الخروج بتوصيات تفيد في تنظيم العلاقة بصورة أكبر بين الجمعيات الوطنية من ناحية والدول والحكومات من ناحية أخرى. بعد ذلك تحدث السيد يحيى عليبي رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية بمنطقة الخليج قائلا: "يندرج الدور المساعد للجمعيات الوطنية في دعم الحكومات في المجال الإنساني تماما في إطار المكانة والولاية الفريدة التي تتمتع بها الجمعيات الوطنية في سياقها المحلي، وما تتحلى به الجمعيات الوطنية من دور مميز في بلدانها مقارنة بغيرها من المنظمات المحلية الإنسانية ويرسي الأسس لما يعرف اليوم بـالعلاقة المتوازنة التي يتوجب أن تكون قائمة في كافة الأوقات بين الجمعية الوطنية والسلطات الحكومية والتي تقتضي تكامل الأدوار والمسؤوليات". وأكد عليبي أن هذا المنبر يتيح الفرصة أمام مناقشات ومباحثات ثرية ومفيدة حول الدور المساعد المميز الذي تضطلع به الجمعيات الوطنية إزاء دعم حكوماتها في المجال الإنساني، وأبرز الفرص والتحديات التي قد ترتبط بهذا الدور، وكيفية تحديد هذا الدور على أفضل وجه ممكن لجعله أكثر فعالية، مع المحافظة على الإطار المرسوم ضمن حدود المبادئ الأساسية للحركة الإنسانية الدولية والمهمة الإنسانية التي تقوم بها الجمعيات الوطنية. ومن جانبها قالت السيدة فاطمة جيلاني رئيس مجموعة دعم بلدان الخليج بالاتحاد الدولي في كلمتها إن الحكومات هي من يؤسس الجمعيات الوطنية كجهات متخصصة في العمل الإنساني، مما يفرض ضرورة إقامة علاقة مساندة صحية بين الطرفين تمكنهما من العمل سويا وفقا للقوانين المحلية ودون إخلال بمبادئ الحركة الإنسانية الدولية. ونوهت جيلاني إلى أن الجمعيات الوطنية لم توجد لتحل محل حكوماتها بل لتعمل على مساعدة الضعفاء في ظل مبادئ العمل الإنساني التي صادقت عليها الحكومات واعترفت بها، متمنية أن يستمر هذا التفاعل من أجل توجيه رسالة إلى الحكومات والرأي العام بأهمية وجود عقد غير مكتوب لتنظيم كيفية تنفيذ المهام الإنسانية دون خروج على القوانين والقيم التي تحكم عمل الجمعيات الوطنية في محيطيها المحلي والدولي. وفي مداخلته، قال السيد بدر عبد الرحمن المحمود ممثل هيئة تنظيم الأعمال الخيرية: "لم يعد العالم كما كان قبل 10 سنوات، فالحاجة إلى نظام رقابي حكومي يشرف على المنظمات الإنسانية ويساعدها على تحقيق أهدافها لا يهدف إلى مراقبتها والتدقيق عليها فحسب كما يتصور البعض، بل يهدف إلى حمايتها والدفاع عنها وحماية العاملين فيها من الاتهامات غير المبررة". واستطرد قائلا: "جاء إنشاء هيئة تنظيم الأعمال الخيرية بموجب القرار الأميري لقم 43 لسنة 2014 بهدف دعم وتنمية وتشجيع الأعمال الخيرية والإنسانية والإشراف عليها ومراقبتها في إطار السياسة العامة للدولة، وقد أعطى هذا القرار الكثير من الصلاحيات للهيئة فيما يخص الإشراف والرقابة. فنحن في الهيئة لا نسعى لدور رقابي غير فعال يفرض القيود ويقيد الصلاحيات، وإنما نسعى لبناء بيئة حاضنة للمنظمات الإنسانية مهما كانت أهدافها وغاياتها لحمايتها والحفاظ عليها، وهذا هو أساس دورنا المساعد لجمعياتنا الوطنية". وشدد المحمود على أن بيئة العمل الإنساني اليوم تتطلب من الجميع الحذر والعمل وفق أعلى معايير الشفافية والحوكمة بحياد ودون تحيز، لأن الإنسان هو الغاية والهدف أينما كان. وألقى الدكتور صالح السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية كلمة قال فيها: "إن الجمعيات الوطنية مهيأة تماما للتشارك مع الحكومات بفعالية للوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها الإنسانية وفقا لمبادئ الحركة الإنسانية الدولية، حيث تعترف جميع الحكومات بدورها ولكننا نحتاج إلى حث الحكومات على توجيه مزيد من الاهتمام بهذه الجمعيات ومنحها المزيد من الدعم لاكتساب القدرة على الوصول إلى المحتاجين بفعالية أكبر من ذي قبل، ذلك أن جمعياتنا الوطنية لديها مواطن قوة لا يستهان بها، ولكنها أيضا تواجه تحديات وتحتاج إلى الوقوف معها لتجاوز تلك التحديات". وأعرب السحيباني عن قناعته التامة بأن بناء الشراكات الفاعلة بين الجمعيات الوطنية والحكومات سوف يحدث فارقا كبيرا في العمل المقدم والذي تطلع إليه الحكومات، إذ لا يمكن لأي حكومة مهما كانت قوتها أن تأخذ كل شيء على عاتقها، بينما يمكنها تقوية جمعيتها الوطنية ودعمها كي تستفيد من إمكانياتها وقدراتها، كما يمكن للحكومة توفير الكثير من الموارد المالية عن طريق الاستعانة بالجمعيات الوطنية التي تمتلك أسطولا ضخما من الفرق التطوعية. وختم بقوله: "من هنا من قطر الخير جاءت فكرة هذه الورشة العملية، ومن فضاء إبداعات الهلال الأحمر القطري تألقت هذه الفكرة التي كنا ننتظرها بشوق منذ أمد، فالهلال الأحمر القطري بصفته عضوا فاعلا في الحركة الإنسانية الدولية يواجه التحديات بالعمل والصعوبات والعقبات بالأمل، حتى صارت أعماله متميزة وجهوده مثمرة، فلهم منا كل الشكر والتقدير".